رغم أن الغنى ليس
شرفا و الفقر ليس عيبا لأن الله سبحانه و تعالى قال (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ ...... ﴿النحل: ٧١﴾ و(اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ
لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ................. ﴿الرعد: ٢٦﴾فقد طغى ميزان المال على
الموازين الأخرى في تقييم الناس بعضهم البعض . وحولوا قول المولى عز و جل (.................إِنَّ أَكْرَمَكُمْ
عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ .........﴿الحجرات: ١٣﴾ و أصبح لسان حالهم يقول (إن أكرمكم عند
الناس أغناكم) ولا يقيمون وزنا للفقير.
يمشي
الفقير و كل شيء ضدّه و الناس تغلق
دونه أبوابها
و تراه ممقوتا وليس بمذنب و يرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى
الكلاب إذا رأت رجل الغنى حنّت إليه و
حرّكت أذنابها
و إذا
رأت يوما فقيرا ماشيّا نبحت عليه و
كشّرت أنيابها
و صارت جلّ الصداقات و العداوات تقوم على كثرة المال أو قلّته. و لذلك
صدق من قال:
إذا قلّ
مالي فكلّ الناس أعدائي و إن زاد مالي فكلّ الناس خلأّني
أوا عجبا كم من عدوّ لأجل
المال صادقني أوا عجبا كم من صديق
لأجل المال عاداني
وصدق أيضا من قال :
رأيت الناس قد ذهبوا إلى
من عنده ذَهَبٌ و من لا عنده ذَهَبٌ
فَعَنْهُ الناس قد ذهبوا
رأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مَالٌ و من لا عنده مال فعنه الناس قد
مالوا
رأيت الناس مُنْفَضَّة إلى من عنده فِضَّة و من لا عنده فضّة فعنه الناس
منفضّة
ليس للفقير قيمة حتى لو قال
الحق . و قد قال أحدهم :
إن الغنيّ إذا تكلّم
بالخطأ قالوا أصبت و صدّقوا ما قالأ
و إذا الفقيرأصاب
قالوا كلّهم أخطأت يا هذا و قُلتَ ضلالا
إن الدراهم في المجالس كلها تكسو الرجال مهابة و جلالا
فهي اللسان لمن أراد فصاحة و
هي السلاح لمن أراد قتالا