سألني صديقي قائلاً :ها هو الغد فكيف كانت المرحلة الثانية لجمع السنة النبوية والحفاظ عليها ؟
فأجبته نعم يا صديقي
بدأت المرحلة الثانية في نهاية القرن الأول الهجري في عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز .
قاطَعَني صديقي قائل اً: نعم إنه الخليفة الذي ملأ الأرض عدلاً بعد أن ساد الظلم ، قلت له : أحسنت .
قال لي صديقي : معنى ذلك أن عملية تدوين السنة في هذه المرحلة سخرت لها مقدرات الدولة .
قلت له : نعم ، وليس ذلك فحسب ، قال لي صديقي وماذا أيضاً ؟
قلت له : من المهم أن تعرف أن عمر بن العزيز كان حاكماً ، وكان كذلك فقيهاً ورعاً حافظاً للقرآن عالماً بالسنة ، على غرار جده الخليفة عمر بن الخطاب .
قال لي صديقي : نعم نعم أعرف أنه حفيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
قال ل صديقي : وماذا فعل ليحافظ على السنة ؟
قلت له : ما رأيك نقرأ الحكاية من صحيح البخاري ؟
قال لي : وماذا قال البخاري ؟
قلت له : ورد في صحيح البخاري عن عبد الله بن دينار قال : كتب عمر بن عبدالعزيز ، إلي إبي بكرٍ بن حزمٍ ، أنظر ما كان من حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فاكتبه ، فإني خفت دروس العلم ،وذهاب العلماء، ولا تقبل إلَّا حديث النبي-صلى الله عليه وسلم – ولتفشوا العلم ، ولتجلسوا حتي يعلم من لا يعلم ....)
قلت له : وأيضاً يا صديقي :
روى ابن شهابٍ قال : (أمَرَنا عمرُ بن عبد العزيز بجمع السنن فكتبناها دفتراً دفتراً، فبعث إلى كل أرضٍ له عليها سلطان دفترا) .
قال لي صديقي : هذا يعني أن تدوين السنة بدأ في نهاية القرن الهجري الأول ؟
قلت له : لا يا صديقي ، أظنك نسيت أننا قلنا سابقاً أنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان بعض الصحابة يكتب أحاديث الرسول ، والأغلب منهم كان يحفظها وينقلها ، وكذلك كانوا يفعلون بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال لي صديقي : لكن هذه المرحلة الفارق الزمني بينها وبين وفاة الرسول كبير .
فقلت له : وماذا في ذلك ؟
قال: أخشى أن يكون قد حدث تحريف أو كذب على الرسول .
قلت له : عظيم منك هذا التفكير ، اسمع يا صديقي لو وقتك اليوم يسمح لأخبرتك كيف حفظ الله سنة رسوله من التحريف .
فقال لي صديقي : اليوم بالفعل وقتي لا يتسع لذلك أمهلني للغد حتى أتابع .
قلت له : الغد إذاً موعدنا يا صديقي لنرى كيف حفظ الله سنة نبيه من التحريف .
خالد مصطفى